Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
وجهات نظر
20 mars 2007

الحرب على العراق أدت إلى إختلال التوازن الجيوسياسى بدلا من تحقيق الديمقراطية

ضلت الحرب الامريكية على العراق طريقها فى تحقيق مزاعم إحلال الديمقراطية فى الشرقين الأدنى والأوسط، وتسببت فى حدوث خلل "جيو سياسى" خطير فى الشرق الأوسط، كما بات من الصعوبة بمكان أن يتحول العراق إلى نموذج للديمقراطية
فبعد أربع سنوات من إندلاع الحرب على العراق، والتى راح ضحيتها حتى الآن مئات الآلاف من الضحايا من العراقيين، إضافة إلى 3500 جندى من قوات التحالف، فإنها نجحت فى إسقاط نظام صدام حسين وتوجت ذلك بإعدام رأس النظام فى أخر أيام السنة الماضية، وإعدام نائب الرئيس العراقى طه ياسين رمضان، فجر اليوم، ولكنها حولت حياة العراقيين اليومية إلى جحيم فى ظل تصاعد الهجمات الإرهابية المستمر و العنف الطائفى، كما أثارت تلك الأوضاع مشاعر الكراهية للوجود الأمريكى، وأغرقت الولايات المتحدة وحلفائها فى مستنقع من الصراعات الدامية بين كافة الأطراف.
ودفعت كل هذه السيناريوهات الكارثية بواشنطن إلى تغيير إستراتيجيتها العسكرية فى العراق إلى الحد الذى أدى إلى إقالة وزير الدفاع، دونالد رامسفيلد، أحد صقور الإدارة الأمريكية، وتعيين روبرت جيتس، المعروف بإعتداله، بدلا منه، وذلك بعد فشل أسلوب رامسفيلد بالإعتماد على أقل عدد من القوات وإستخدام التكنولوجيا المتقدمة.
وكانت أولى قرارات البنتاجون، بعد تولى جيتس حقيبة الدفاع، إرسال 25 ألف جندى للعراق، ليصل عد القوات الأمريكية هناك إلى أكثر من 160 ألف عسكرى، إلا أن المحللون يرون أن هذه الخطوة تأخرت كثيرا.
ويبدو، وفقا للمحللين، أن الرئيس بوش و رئيس الوزراء العراقى، نورى المالكى، إقتنعا أخيرا بأن تحقيق نصر عسكرى لن يكفى وحده لتحقيق السلام فى العراق، بل يجب أيضا تحقيق الوفاق بين أطياف الشعب العراقى، وهو ما حدا بالأمركيين و العراقيين، على السواء، باللجوء إلى دول الجوار العراقى طلبا للمساعدة فى دعم الإستقرار فى العراق.
ويرى المحللون أن المؤتمر الذى إنعقد فى العاشر من مارس الحالى حول الأمن فى العراق كان خطوة أولى فى هذا الإتجاه، وأن جلوس المسئولين الأمريكيين مع "أعدائهم" على مائدة التفاوض، فى إشارة إلى إيران وسوريا، كان بمثابة دليل على أن الإدارة الأمريكية خسرت رهانها "بتحقيق الديمقراطية" فى المنطقة إنطلاقا من العراق.
إلا أنه بدلا من فرض عزلة على إيران، تسببت الحرب على العراق، وسقوط نظام صدام حسين، إلى تعزيز دور النظام الإيرانى و إزدياد نفوذه فى المنطقة، وهو ما ينسحب أيضا على حلفائه، سوريا وحزب الله وحماس.
وجراء الفشل الأمريكى فى العراق، فتح الطريق أمام روسيا، التى تحتفظ بعلاقات وطيدة مع إيران، لإستعادة نفوذها ووجودها فى المنطقة، فى إشارة لجولة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين التى زار خلالها السعودية وقطر و الأردن.
ويرى المحللون أنه بدلا من أن توطد واشنطن نفوذها فى منطقة الشرق الأوسط، أصبحت مجبرة، أكثر من أى وقت مضى، على الإلتفات إلى مواقف القوى الإقليمية وأخذها فى الحسبان عند إتخاذ قرارات بشأن المنطقة.
وعلى جانب آخر، أغرق هذا الفشل الولايات المتحدة الأمريكية فى أزمة أخلاقية شديدة حسبما يرى، زبجنيو بريزينسكى، مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق، مؤكدا أن كلفة حرب بوش على الإرهاب كانت مرتفعة جدا، حيث ضحى بمصداقية وشرعية الولايات المتحدة، وضحى أيضا بإحترام العالم.
وتبدو الأزمة أعمق داخل المجتمع الأمريكى، حيث أظهرت إستطلاعات الرأى الأخيرة أن 59% من الأمريكيين يرون أن الحرب على العراق كانت خطاء فادحا، وهى النسبة الأعلى منذ إندلاع الحرب، فى حين أن 35% فقط من الأمريكيين يثقون فى بوش.
ولم يكن بوش الخاسر الوحيد فى هذا الرهان، فالحزب الجمهورى، الذى ينتمى له بوش، خسر الأغلبية فى الكونجرس فى غنتخابات التجديد النصفى التى جرت فى نوفمبر الماضى، ثم تلقت الإدارة الأمريكية صفعة أخرى بصدور تقرير لجنة بيكر-هاميلتون، الذى إنتقد بشدة طريقة إدارة الحرب فى العراق.
كل ذلك أدى بالإدارة الأمريكية إلى تغيير سياساتها الخارجية وإبداء مرونة أكبر تجاة العديد من القضايا الأخرى، حيث كلفت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، باللجوء إلى الطرق الدبلوماسية مثلما حدث فى تلميح واشنطن بإمكانية بدء حوار مع كل من إيران و سوريا، والسعى لإعادة إنطلاق عملية السلام بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، إضافة إلى الوصول إلى إتفاق مع كوريا الشمالية حول برنامجها النووى، و هى أمور كانت تعد دربا من دروب من المستحيل قبل أشهر قليلة.
فبعد ستة أعوام من هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001، عادت واشنطن إلى تبنى سياسة الحوار و الإنفتاح على العالم من جديد، ولكن السؤال الملح الآن هو لماذا هذا التغيير؟ ولماذا إنتظرت الإدارة الأمريكية كل هذا الوقت لإحداثه؟ ولماذا تتسارع وتيرة حدوثه؟
تكمن الإجابة فى إقتراب إنتخابات الرئاسة الأمريكية فى نوفمبر 2008، فلم يعد أمام الإدارة الحالية سوى أشهر قليلة لإثبات نجاح سياستها فى العراق، وهو مايستدعى تحقيق نجاحات ملموسة، خاصة أن ملف العراق الوجود الأمريكى فى تلك البلد بات حجر الزاوية فى إختيار الرئيس الأمريكى القادم.

Publicité
Commentaires
وجهات نظر
Publicité
وجهات نظر
Derniers commentaires
Archives
Visiteurs
Depuis la création 21 722
Publicité