اوبك للغاز .. آخذة فى التبلور وقد ترى النور فى منتدى الدوحة المقبل

يبدو أن فكرة إقامة تكتل عالمى لمنتجى الغاز، على غرار منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، آخذة فى التبلور فى الوقت الذى أعلنت فيه دول، كانت تستبعد هذه الفكرة مثل روسيا والجزائر، إستعدادها لدراستها قبل أيام من منتدى الدول المصدرة للغاز المقرر عقده فى 12 ابريل المقبل بالدوحة.
   وتوقعت العديد من المصادر الإعلامية، اليوم الإثنين، أن تطلق الجزائر وروسيا وقطر وإيران وفنزويلا، وهى من الدول الرئيسية المنتجة للغاز، "اوبك للغاز" اثناء انعقاد المنتدى.
   ونقلت بعض وسائل الإعلام عن وزير الطاقة والمناجم الجزائرى، شكيب خليل، قوله إن هذا التكتل قد يرى النور إذا أبدى المنتجون اهتماما به، وذلك بعد أن كان خليل يعتبر قبل اسابيع أن إقامة مثل هذا التجمع أمر "مستحيل".
  ويأتى التغيير فى موقف الوزير الجزائرى بعد أن اعتبر الرئيس الجزائرى، عبد العزيز بوتفليقة، الأسبوع الماضى، أنه ينبغى عدم رفض هذه الفكرة بشكل مسبق.
   كما عدل وزير الطاقة القطرى، عبد الله العطية موقفه، فبعد أن كان يرفض الفكرة فى بداية فبرايرالماضى، صرح فى مستهل مارس أنه سينتظر انعقاد المنتدى لإعلان موقفه.
   وعادت فكرة اقامة تكتل للغاز إلى الظهور الصيف الماضى، خاصة بعد إقامة تحالف بين شركتى "غازبروم" الروسية و "سونطراك" الجزائرية، ابرز مصدرى الغاز لاوروبا.
   وشكلت تصريحات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى بداية فبراير الماضى تعزيزا للفكرة التى قال انها "مثيرة للاهتمام".
   غير أن خبراء يرون أن قيام تجمع لمصدرى الغاز، على غرار منظمة أوبك، يصعب تحقيقه نظرا لخصوصية سوق الغاز.
   وفى هذا الإطار، قال فرانسيس بيران، رئيس تحرير مجلة "البترول والغاز العربى"، إن "الفارق الاساسى يكمن في أن وسيلة التحرك الرئيسية لأوبك تتمثل فى قدرتها على تغيير سقف انتاجها للتأثير على الاسعار".. موضحا أن تداول النفط فى البورصات العالمية، كلندن ونيويورك، يتم من خلال عقود لا تزيد مدتها عن بضعة أشهر، وهو ما يمكن اوبك من تغيير انتاجها.
   ورغم أن الغاز ايضا يتداول فى الأسواق المالية العالمية إلا انه لا يشمل غير قسم ضئيل للغاية من الأسواق، حيث تخضع معظم العقود لإتفاقيات ثنائية، ترتكز عادة على أسعار النفط وتمتد على 15 أو 20 عاما.
   وبالإضافة إلى ذلك، فإن سوق الغاز يتخذ طابعا اقليميا نظرا لصعوبة نقل هذه المادة على العكس من النفط، حيث يتطلب نقل الغاز مد خطوط أنابيب أو إستخدام ناقلات الميثان عندما يتعلق الأمر بمسافات بعيدة، وهو ما يستدعى تسييل الغاز وهى عملية مكلفة ماليا .
   وأشار بيران إلى أن من الممكن "تصور منظمة من نوع مختلف" تشمل تبادل المعلومات والدراسات والتعاون فى الإستثمار وتنمية طاقة الغاز.
   وأضاف أن الدول الاعضاء فى مثل هذا التكتل يمكنها، بدلا من التدخل المباشر فى الإنتاج والأسعار، الاتفاق معا على مراجعة العقود القائمة، وأغلبها غير مربح مقارنة بالأسعار الحالية فى السوق و التى شهدت إرتفاعا منذ خمس سنوات.
   إلا أن خبراء يرون أنه لا ينبغى للدول المصدرة للغاز إعادة النظر فى العقود طويلة الأمد لأنها تمثل مصدرا تمويليا مضمونا على المدى الطويل.
   من جانبه، توقع اندرى فيدوروف، المحلل في "الفا بنك"، رد فعل سلبيا من الدول الأوروبية المستهلكة للغاز، محذرا من أنها قد تعمد إلى تنويع مصادر امداداتها من الغاز لتقليل تأثير هذا التكتل فى حال إقامته.