Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
وجهات نظر
2 novembre 2008

الأمريكيون المقيمون بالقاهرة: الحلول الإقتصادية ورقة الترجيح فى الإنتخابات الأمريكية

بعد أن لعب الأمن الدور الأساسى فى تحديد الفائز فى الإنتخابات الأمريكية فى عام 2004 أصبحت الأوضاع الإقتصادية هى الورقة الأساسية فى الإنتخابات الرئاسية الأمريكية التى ستجرى الثلاثاء القادم والتى يتنافس فيها مرشح الحزب الديمقراطى باراك اوباما مع نظيره الجمهورى جون ماكين.

فالإقتصاد الأمريكى واجه فى العام الأخير عدة ضربات موجعة بدأت بأزمة الرهون العقارية عالية المخاطر "سابريم" وإنخفاض سعر صرف الدولار أمام العملات الرئيسية فى العالم وإرتفاع سعر النفط ثم أخيرا الأزمة المالية العالمية وما نتج عنها من إنهيار العديد من المؤسسات المصرفية الأمريكية العملاقة وعلى رأسها بنك "ليمان براذرز".untitled

واثرت كل هذه الضربات على النمو الإقتصادى الأمريكى حتى أن معدل نمو التاتج المحلى الإجمالى تراجع خلال الربع الثالث من العام الجارى بنسبة 3ر0 فى المائة ليسجل أسوأ مستوى له منذ عام 2001، وهو ما أدى بالتالى لإرتفاع معدلات البطالة فى الولايات المتحدة التى وصلت فى شهر أغسطس الماضى إلى 1ر6 فى المائة وهو أعلى معدل لها منذ خمس سنوات، وأصبح لسان حال المواطن الأمريكى يقول "أقتلنى وأعطنى عملا" على حد قول نيكول جافالى، صحفية من نيويورك تدرس العربية فى القاهرة.

ولا يبدى الناخب الأمريكى حاليا أى إهتمام بموقف المرشحين من القضايا الدولية كالشرق الأوسط والإحتباس الحرارى، مركزا إهتمامه حول ما يعرضه المرشحان من حلول للخروج الأزمة المالية.

وفى هذا الإطار، تقول جافالى إنه خلال المناظرات الثلاث التى جرت بين اوباما وماكين أظهر اوباما ردود أفعال أقوى من نظيره تجاه الأزمة الإقتصادية، على الرغم من قلة خبرة المرشحين فى الأمور الإقتصادية، مشيرة إلى أن ماكين حاول التنصل من مواجهة اوباما فى المناظرة الثالثة متعللا بأنه سيتوجه لواشنطن لمناقشة الأزمة الإقتصادية مع المسئولين، إلا أنه بقى فى نيويورك حتى صباح اليوم التالى على الرغم من قيامه بإلغاء جزء كبير من جدول أعماله فى ذلك اليوم كما كشف القائمون على حملته الإنتخابية.

من ناحيتها، تقول جوليت بلالاك، صحفية من كاليفورنيا مقيمة بالقاهرة، إن قضايا الإرهاب والأمن تراجعت إلى المرتبة الثانية فى ترتيب أولويات الناخب الأمريكى الذى يهتم حاليا بتأمين مستقبله المالى ويرغب فى الحصول على إجابة مقنعة عن تساؤلاته حول كيفية الخروج من الأزمة الإقتصادية الحالية، مشيرة إلى أنه يجب الربط بين التكلفة التى تحملها المواطن الأمريكى بسبب الحرب على العراق.

من جانبه، يرى عبدالله زهينى، أمريكى من أصل مصرى، أن المواطن الأمريكى يصب إهتمامه حاليا على مستقبل الإقتصاد والخدمات الإجتماعية كالصحة والتعليم فى ظل مؤشرات الإنكماش التى باتت تهدد الإقتصاد الأمريكى، موضحا أن وسائل الإعلام الأمريكية تلقى الضوء بصورة أكبر على السياسات الإقتصادية لكلا المرشحين، وهو ما يؤكد تراجع الإهتمام بالمسألة الأمنية.untitled2

ويرى جوهان باير، أحد الجنود الأمريكيين الذين انهوا خدمتهم العسكرية فى العراق ويدرس العربية حاليا فى القاهرة، أن أحد أسباب تراجع دور المسائل الأمنية فى التأثير على الإنتخابات هو أن الحرب على العراق أصبحت مرادفا لفشل إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش وللأكاذيب التى ساقتها هذه الإدارة الجمهورية لإقناع المواطنين بجدوى الحرب، مؤكدا أن الأمريكيين لا يشعرون حاليا بأنهم مهددون من قبل العراق أو افغانستان كما كان الحال فى عام 2004.

ويشير باير إلى أن الوضح الإقتصادى الحالى فى الولايات المتحدة يساند ما يقوله الديمقراطيون إن الجمهوريين تسببوا فى إنهيار الدولة بسبب سياساتهم الإقتصادية والأمنية.

إلا أن ديفيد داجنر، مصور صحفى من ولاية جورجيا وينتمى لعائلة غالبا ما تصوت للجمهوريين، فيرى أن الحرب على العراق وافغانستان لن تؤثر فى تصويت الأمريكيين إلا فى نطاق ضيق جدا ألا وهو الأسر التى فقدت أبناء فى هذه الحرب.

وحول إعلان تنظيم القاعدة تأييدها لجون ماكين، يتفق الأمريكيون أن هذا الإعلان لن يؤثر على فرص المرشحين حيث أن الأمريكيين لا يعيرون أى إهتمام لما تبديه القاعدة من رأى فى الشأن الأمريكى الداخلى، بل على العكس يمكن للمعسكرين إستخدام هذا الإعلان بما يقوى موقفه، فمعسكر اوباما سيستفيد منه على إعتبار أنه يساند حججه ضد الجمهوريين فيما سيستخدمها ماكين على أنها خدعة تلجأ إليها وسائل الإعلام لإضعاف موقفه أمام الرأى العام، حيث يشير جوهان باير إلى أن أغلب الأمريكيين لا يعرفون ما اعلنته القاعدة.

غير أن نيكول جافالى ترى أنه إذا كانت القاعدة قد أعلنت تأييدها لاوباما وليس لماكين لكان لذلك تأثير كبير على سير الإنتخابات، لأن الناخبين كانوا سيربطون ذلك بالإدعاءات التى تقول بأن اوباما يرتبط بجماعات اليسار الأمريكية، التى كانت رمزا للارهاب فى الولايات المتحدة فى حقبة سبعينيات القرن الماضى، فضلا عن أصوله المسلمة.untitled3

ويعلق داجنر على هذا الإعلان بقوله ساخرا إنه لا يعرف ما إذا كان ذلك يعنى أن يقوم الأمريكيون بالتصويت للارهاب أم ضد الإرهاب.

وفيما يتعلق بمدى تأثير وقوع هجوم إرهابى فى امريكا أو ضد مصالح أمريكية فى الخارج قبل ساعات من الإنتخابات على فرص أى من المرشحين، يرى عبدالله زهينى أن حدوث ذلك سيقوى من موقف الجمهوريين فى الإنتخابات، حيث أن هناك شعورا سائدا لدى الأمريكيين بأن الجمهوريين يتبعون سياسات أمنية قوية فى حين يتمتع الديمقراطيون بالكفاءة فى السياسات الإقتصادية وإستخدام الوسائل الدبلوماسية. وهو الرأى الذى يتفق معه دافيد داجنر، إلا أنه يرى أن التأثير لن يكون بالحجم المتوقع

من جانبها ترى جوليت بلالاك و نيكول جافالى أن أى تأثير لمثل هذا الهجوم الإرهابى سيعتمد كلية على طريقة رد فعل كل معسكر.

إلا أن جوهان باير يرى، أن وقع مثل هذا الهجوم الإرهابى لن يكون له أدنى تأثير، مشيرا إلى أن اوباما قادر على حسم الإنتخابات حيث أن الأمريكيين يشعرون بعدم الإرتياح نحو الطريقة التى ادار بها ماكين حملته الإنتخابية، خاصة بعد إختياره لسارة بالين لمنصب نائب الرئيس وردود أفعاله نحو الأزمة الإقتصادية، وهو ما يعنى أن الأمريكيون ليس لديهم ثقة فى حكمة على الأمور أو مدى خضوعه لتأثير مستشاريه وهو ما كان يمثل مشكلة كبرى خلال فترة حكم بوش.

وحول مخطط إغتيال اوباما الذى جرى إحباطه ومدى تأثير ذلك على مسيرة الإنتخابات يرى ديفيد داجنر أنه لن يكون له أدنى تأثير، وهو الرأى الذى تتفق معه نيكول جافالى بقولها إن أى شخص يمكن أن يكون هدفا للاغتيال.

إلا أن جوليت بلالاك تر أن مثل هذا المخطط قد يضعف موقف اوباما بالقدر الذى يمكن له أن يقويه، فمن ناحية قد يثير هذا المخطط مخاوف الأمريكيين من إنتخاب رئيس قد يفقدونه وبالتالى يصوتون لصالح ماكين، ولكن من ناحية أخرى فإن ذلك يلفت نظر الأمريكيين إلى أهمية منصب نائب الرئيس وبالتالى عقد مقارنة بين المرشحين لهذا المنصب وهما جو بايدن من الجانب الديمقراطى و سارة بالين من الجمهوريين، وهى مقارنة تصب فى صالح اوباما نظرا لخبرة نائبه بايدن مقارنة ببالين.untitled4

من جانبه يرى عبدالله زهينى أن هذا المخطط، الذى يجب اخذه على محمل الجد على حد قوله، يدعم موقف اوباما حيث يوضح المشكلات التى يمكن أن يثيرها مؤيدو ماكين.

إلا أن باير يرى الموقف بصورة مغايرة تماما، فهو يرى أن الثقافة الأمريكية تتسم بالتنوع فى وجهات النظر والميول حتى من حيث درجات الجنون، مشيرا إلى أن من قاموا بهذا المخطط ينتمون لهذه الفئة الأخيرة.

واوضح باير أن هذا المخطط قد يتواجد فى أى نظام سياسى بدء من الفاشية وحتى الشيوعية وموجودة فى أى مجتمع سواء كان مسيحيا أو مسلما، مشيرا إلى أن بعضا من هذه المحاولات قد ينجح مثل إغتيال مارتن لوثر كينج وجون كينيدى فى ستينيات القرن الماضى وإنفجارات أوكلاهوما فى عام 1995 أو هجمات الحادى عشر من سبتمبر فى عام 2001، وأغلب الهجمات لم تتعد كونها فكرة تحدثت وسائل الإعلام عن إحباطها.

وفيما يتعلق بشخصية اوباما وماكين، ترى جوليت بلالاك أن اوباما يتسم بالكاريزما ويجيد فن الخطابة، إلا أنه لم يفصح عن تفاصيل الإجراءات التى يمكن إتخاذها للتعاطى مع المسائل المطروحة فى ذهن الناخب الأمريكى، مشيرة إلى أن الموقف الوحيد الواضح للمرشح الديمقراطى هو سحب القوات الأمريكية من العراق، أما بالنسبة لماكين فهى ترى أن عهده سيكون إمتدادا لسياسات بوش، وهو ماتتفق معها فيه نيكول جافالى التى ترى أن اوباما سيقلص من السلطة التنفيذية.

ويقول عبدالله الزهينى إن شخصية اوباما تتسم بالحيوية والشباب، موضحا أن أفكاره الإقتصادية الخاصة بالطبقة الوسطى فى المجتمع الأمريكى تلقى جاذيبية لدى الأمريكيين، بالإضافة إلى ميله لإستخدام الدبلوماسية بدلا من السلاح فى مواجهة الأزمات.

ويرى ديفيد داجنر أن الفارق الأساسى بين المرشحين يكمن فى أن ماكين مثل "الطيار المقاتل، موضحا أن شخصيته تتسم بالقدرة على تغيير موقفه وفقا للمعطيات اللحظية بمعنى أنه يمكن له تغيير خططه بتغير المعطيات، أما اوباما فيتسم بأنه يأخذ وقتا كافيا فى التفكير فى المشكلات وعندما يعطى رأيا يكون واثقا منه.

وفى هذا الإطار، يقول شارل بليك، وهو أمريكى افريقى من العاصمة واشنطن وطالب بقسم اللغة العربية ودراسات الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية، إن أهم ما يميز حملة اوباما الإنتخابية أنه لم يلجأ أبدا إلى التركيز على لون بشرته، مشيرا إلى أنه إذا كان قد لجأ لذلك لكان قد فقد إحترام المواطن الأمريكى.McCainPalinButton

وحول مدى تأثير المرشحين لمنصب نائب الرئيس، هناك شبه إجماع على أن إختيار جون ماكين لسارة بالين كنائبة للرئيس قد أضر بحملته الإنتخابية نظرا لأفكارها التى لا تلقى قبولا لدى أغلب الأمريكيين، فيما يتمتع جو بايدن، المشرح نائبا من قبل اوباما، بخبرة أعمق خاصة فى مجال السياسة الخارجية، فيما يشير شارل بليك إلى أن بالين، التى أصبحت مادة للسخرية فى الولايات المتحدة بسبب تصريحاتها وأفكارها وظهورها المستمر على شاشات التلفزيون خلال الحملة الإنتخابية، فقد مساندة النساء اللاتى كن متعاطفات معها فى بداية ترشيحها حيث لم يعدن فى صفها الآن.

وفيما يتعلق بفرص كل معسكر فى الإنتخابات، فإن هناك شعورا عاما بأن اوباما هو الأقرب فى الفوز لرغبة الأمريكيين فى التغيير بعد فشل الجمهوريين على مدار ثمانى سنوات فى تحسين الظروف المعيشية للأمريكيين، هذا فضلا عن سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس ومعظم مناصب حكام الولايات.

وفى هذا الإطار يقول جوهان باير أن الأكاذيب التى ساقتها إدارة بوش بالإضافة إلى ما جرى من حد للحريات المدنية للمواطنين سيساعد الديمقراطيين على الإنتخابات.

كما أن جميع إستطلاعات الرأى التى جرت حتى الآن تؤكد قرب اوباما من حسم السباق نحو البيت الأبيض لصالحه، إلا أن ديفيد داجنر يرى أنه لا يجب الإنخداع بهذه الإستطلاعات، موضحا أن هناك عامل العنصرية حيث أن أغلب الأمريكيين الذين لا يريدون رئيسا أسود لن يعلنوا  ذلك خوفا من وصمهم بالعنصرية وبالتالى فإنهم يصوتون بشكل معين فى إستطلاعات الرأى وبشكل مغاير تماما خلال الإنتخابات.

إلا أن ذلك ليس الفيصل فى الإنتخابات الرئاسية الأمريكية التى تتم آلية التصويت فيها بطريقة مميزة، تجعل من النظام الإنتخابى الأمريكى حالة فريدة حيث هذه الإنتخابات تجرى وفقا لنظام الإنتخاب الحر غير المباشر القائم على فكرة وجود مجمع إنتخابى يتكون من 538 عضوا يمثلون مجموع أعضاء الكونجرس الأمريكى، ويقوم الناخبون المسجلون فى الولايات المتحدة الخمسين وفى مقاطعة كولومبيا (العاصمة واشنطن) بالإدلاء بأصواتهم لرئيس الجمهورية ولنائب الرئيس ويحصل المرشحون الذين يفوزون بغالبية الأصوات الشعبية داخل الولاية عادة على جميع الأصوات الإنتخابية فى الولاية بأسرها. ولكى ينتخب مرشح ما فإن الأمر يتطلب حصوله على  270 صوتا.

· وإذا لم يحصل أى مرشح لمنصب الرئيس على أكثرية أصوات الهيئة الانتخابية، فإنه يجب على مجلس النواب أن يقرر الفائز. ولهذا فإن أعضاء مجلس النواب يصوتون على أساس إنتمائهم الحزبى، بحيث أن كل عضو فى مجلس النواب من أعضاء الهيئة الإنتخابية يدلى بصوت واحد، فيما يقوم مجلس الشيوخ بإنتخاب الفائز بمنصب نائب الرئيس إذا لم يحصل أى مرشح للمنصب على أكثرية أصوات الهيئة الانتخابية.untitled6

والسؤال الآن ماذا قد يحدث إذا فاز ماكين بالإنتخابات على ضوء تهديد أنصار اوباما بإعلان "العصيان المدنى" فى حالة خسارة مرشحهم؟!

فى هذا الإطار ترى جوليت بلالاك أن هذا التهديد لن يتم تنفيذه حيث أنه سبق أن هدد الأمريكيون فى عام 2004 بالهجرة لكندا إذا فاز بوش..وبعد فوزه لم يهاجروا وهو الرأى الذى يوافق عليه جوهان باير.

فيما يتفق كلا من ديفيد داجنر ونيكول جافالى على أن فوز ماكين بالإنتخابات لأسباب عنصرية وليس لأسباب موضوعية سيكون إهدارا للقيم الأمريكية القائمة على العدل والمساواة. إلا أن شارل بليك يعتقد أنه إذا فاز ماكين فإن هناك إعتقادا سيسود بين الناس بأنه قد تم التلاعب فى الإنتخابات ومن ثم ستحدث بعض أعمال العنف، إلا أنه يرى أن الخطر الأكبر سيكون ردود الفعل على المستوى الدولى، مشيرا إلى أن فوز ماكين قد يؤدى إلى مزيد من الأزمات للاقتصاد العالمى، ولذلك يجب الإنتظار لما ستسفر عنه الساعات الثمان والأربعون القادمة لمعرفة من سينتخبه الأمريكيون رئيسا لأقوى دولة فى العالم للسنوات الأربع القادمة.

Publicité
Commentaires
وجهات نظر
Publicité
وجهات نظر
Derniers commentaires
Archives
Visiteurs
Depuis la création 21 722
Publicité