Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
وجهات نظر
7 novembre 2012

نمير عبد المسيح: المصريون أصبحت لديهم القدرة على تغيير النظام

normal_namir_4"حتى يومنا هذا لا أستطيع فهم كيف قامت الثورة في مصر".. ذلك ما قاله نمير عبد المسيح، المخرج السينمائي المصري الفرنسي، الذي فاز فيلمه "العذراء والأقباط وأنا" بالكثير من الجوائز العالمية هذا العام. لكنه- في زيارته الثانية لمصر ما بعد الثورة- يقدم رؤيته للوضع المصري الراهن: لا توجد صور لمبارك في الشارع، ولم يرتفع عدد الصور الخاصة بمرسي بعد. الحالة الإقتصادية والإجتماعية كارثية. الكل ناقم على الوضع العام. ولكني أرى أن كل ذلك إيجابي، حيث أن المصريين أصبحوا يعبرون عن آرائهم بصراحة وبلا خوف، وأصبحت لديهم القدرة على تغيير النظام الحاكم، إذا لم يستجب لتطلعاتهم. ولكن الطريق ما يزال طويلا.

يتناول الفيلم- ومدته ٩٠ دقيقة - ظاهرة "ظهور السيدة العذراء" من آن لآخر في إحدى مناطق مصر، وكيف يرى المصريون، مسلمبن ومسيحيبن، هذه الظاهرة التى بدأت عام 1968. ويعرض الفيلم- الذى بدأ تصويره عام 2007 وانتهى قبل شهرين من ثورة 25 يناير 2011، بشكل كوميدى ساخر لقضايا كثيرة تشغل الرأى العام المصرى، كقضية العدالة الإجتماعية، والإنتماء، والخوف من السلطات، والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين، والمرأة، والفلاح، وحرية الإعتقاد والتعبير، وذلك عن طريق العلاقة بين نمير وأسرته الحقيقية، وما ينتج من مواقف بسبب الصراع بين الأجيال، والإختلاف بين ثقافته الفرنسية وثقافة أسرته المصرية.

وينتمي الفيلم لنوعية الأفلام الروائية الوثائقية، وحصل على العديد من الجوائز، منها جائزة أحسن فيلم روائى وثائقى بمهرجان تريبيكا بالدوحة 2012، وجائزة الجمهور لثالث أحسن فيلم في مهرجان برلين السينمائى الدولى 2012، كما عرض في مهرجان كان السينمائى الدولى. وفاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم وثائقى في مهرجان الإسماعيلية للأفلام الوثائقية والقصيرة، وجائزة جمعية النقاد المصريين، وجائزة الإتحاد الدولى للنقاد السينمائيين.. فيما شاهده- حتى اليوم- 50 ألف شخص في فرنسا.

"هذا الفيلم كان بمثابة بحث في جذوري المصرية. لقد  تركت مصر نهائيا عندما كان عمرى 18 أو 19 عاما. وكنت آنذاك أشعر بأنني فرنسى حين أعيش في مصر ومصري حين أكون في فرنسا. أي أننى لم أكن قد وجدت مكاني في المجتمعين، وكنت أتساءل عن هويتى. وفى هذا الوقت، كنت أرفض العيش في مصر، حيث لا يقبل المجتمع أن تكون مختلفا معه في الفكر أو العقيدة. وبعدما كبرت، اقتنعت أن الأمر أكثر تعقيدا من مجرد الإختلاف، ولذلك كنت أبحث عن أية فرصة تعينني على العودة لمصر واستعادة جسور العلاقة مع أسرتي. ومن هنا جاءت فكرة إنتاج عمل سينمائي في مصر، وبدأت أبحث عن أفكار لتحقيق هذا العمل. واتضحت الفكرة في حفل أحد أعياد الميلاد المجيد عندما زارتنا صديقة قبطية مهاجرة لفرنسا أيضا ومعها شريط فيديو عن ظهور السيدة العذراء بإحدى المناطق في مصر. ولفت  انتباهى أنه على الرغم  من عدم رؤيتي للسيدة العذراء في الشريط إلا أن أمي أكدت لي أنها شاهدتها، مما جعلنى أفكر في الأمر في اليوم التالي، وأتأكد من إمكانية عمل فيلم سينمائي حول هذا الأمر. فهناك شريط فيديو، والناس لا يرون نفس الشيء في الشريط. وهكذا عرضت الفكرة على المنتج، وقلت له إن هدفي هو فهم لماذا لم أر أنا وأمى نفس الشيء. وكان رده أن الفكرة جيدة، ولكن أين موضوع الفيلم؟ هل هو والدتك، أم السيدة العذراء؟ وكانت إجابتى أنها السيدة العذراء.. وإن كانت مغامرة الفيلم قد أجبرتني على الاستعانة بوالدتي".

ولد نمير عبد المسيح في  مصر عام 1974، وعاش حتى الثامنة عشرة من عمره متنقلا بين القاهرة وباريس، حين قرر الحياة في فرنسا. ودرس نمير السينما في المدرسة الفرنسية العليا للمهن التمثيلية، وتخرج منها عام 200، وسبق له إخراج فيلم وثائقى قصير بعنوان "أنت: وجيه" عن والده في عام 2005، وفى نفس العام قام بإخراج فيلم روائى قصير بعنوان "شيء سيء". ويعد فيلم "العذراء والأقباط وأنا" أول أعماله الروائية الطويلة.la_vierge_les_coptes

"لم أنتقد الأوضاع في مصر. بل كنت أحاول فهم مصر والمصريين. ولهذا تجد الفيلم مليئا باللغة الساخرة، حيث أن الفكرة هي رؤية ما كان يثير حنقي ولكن بعين مندهشة. ولهذا مثلا، تعمدت تصوير الحوارات التى كان فيها الأشخاص يقولون إن المصريين أخوة، ولكن مع إظهار مشاهد تحكي شيئا مناقضا تماما لما يقولونه".. ذلك ما يوضحه نمير عبد المسيح.

ويتميز الفيلم بأنه صور وكأنه كواليس فيلم آخر، فيظهر المخرج وأفراد العمل في الفيلم، جنبا إلى جنب من يجرون معهم حوارات، ومن يقومون بأدوار في الفيلم، في سيمفونية يصعب معها معرفة ما هو وثائقي وما هو سينمائي. كما تميز الحوار في الفيلم بالمزج بين اللغتين العربية والفرنسية، خاصة في المشاهد التى تجمع بين نمير ووالدته. وفى هذا الإطار، يقول نمير إنه لم يتعمد ذلك، لأنه عندما يتحدث مع والدته في الحياة اليومية فهما يتحدثان بهذه الطريقة.

إذن، فيكف يرى المخرج الفرنسي المصري مصر، بعد سنوات طويلة من الغياب؟ يرى أن كل مصري منقسم على نفسه- في كل مجالات حياته- بين ما يكنه في داخله وما يظهره. والمشكلة- في رأيه- تكمن في التركيبة الناتجة عن هذا الإنقسام. فالمصريون يعيشون وسط العديد من المتناقضات، ولكن السؤال هو: كيف يمكن للشخص أن يتعامل مع متناقضاته الذاتية سواء في الدين أو السياسة أو الإنتماء. ورغم أنهم يبررون ذلك بأنهم مجبرون على التعايش مع هذه المتناقضات، إلا أنني أرى أنها دليل على قوة احتمال الشخصية المصرية التى أصبحت بلا حقوق لدى السلطات. والغريب في هذا المجتمع أنه أصبح يتقبل أن تتأخر حافلة ستقله لمدينة أخرى لمدة أربع ساعات على أنه شيء عادي، وأصبح وصول الحافلة في موعدها بمثابة معجزة وموضع بهجة لديهم. ومن هنا طور المصريون فلسفة خاصة بهم، مفادها أن ما يجب أن تكون الأمور عليه هو أمر غير عادي بالنسبة لهم. والمصري- في علاقته بالحياة اليومية- يتعايش بإيجابية مع السلبيات. وفي رأيي أن الروح المصرية ليست ثائرة أو متمردة، حيث أنها تستطيع التأقلم مع كل وضع.

سنوات أربع استغرقها إعداد وتصوير الفيلم، في قرية صعيدية، تخللتها بعض المواقف الصادمة للمخرج القادم من عاصمة الثقافة العالمية، ويقول نمير : "ما صدمنى هو أن جواز سفري الفرنسي أنقذني أكثر من مرة، ولو أنني لم أكن أحمل جواز السفر هذا لكنت الآن معتقلا أو تعرضت للتعذيب، حتى أن أحد أقربائي المصريين أكد لي أنه لو وقع حادث أو اعتداء علينا- كفريق عمل فرنسي، فإن كل أجهزة الشرطة والجيش ستتواجد في القرية وتحاصرها للوصول للفاعل في أقل من 24 ساعة، أما إذا كان الاعتداء قد وقع لأقربائي المصريين- وراح ضحيته 50 شخصا- فلن يحرك أحد ساكنا. فالمصريون- بالنسبة للسلطة- لا وجود لهم. وما أحزنني ما قاله قريبي بأن حياتنا أهم مائة مرة من حياتهم لدى السلطات المصرية”.

وأضاف نمير : "في أحد الأيام، كنا نصور، وكان معنا كل التصاريح اللازمة. وجاءنا أحد ضباط أمن الدولة حاملا مسدسه، وسألني: من أكون، فكان ردي بالعربية هو: من تكون أنت؟ وفهمت بعد ذلك أن هذا السؤال لا يوجه لأحد من أمن الدولة، لأنه يحمل سلاحا وله كل الحقوق المطلقة. وطلب هذا الضابط من آخر أن يقوم بتحرير محضر لي وحبسي، فبدأت أتحدث بالفرنسية، وهو ما أثار الشك لديهم أأنا مصري أم فرنسي؟ وهنا تأكدت تماما من أنه لا يجب أن أظهر ما يدل على أنني مصري في مصر. 

Namir_Abdel_Messeeh_5029ولكنه- في المقابل- قام مع والدته بصدم المجتمع الصعيدي بالغ المحافظة بما لم يخطر ببالهم أبدا.. فقد استيقظ أهل القرية عليه وهو يمارس رياضة الجري بالشورت هو ووالدته، ويعلق نمير : "لا أعتقد أننى صدمتهم، بل على العكس اعتبروا أنني مجنون. لقد سخروا مني في البداية، ثم بعد ذلك بدأوا في تقليدي. أما أمي، فقد فعلتها كنوع من تلطيف الجو وإيجاد مادة للضحك بيننا وبين أهالي قريتنا. وقد ساعدنا هذا، فعندما يعتقد الناس أنك مجنون تجد حريتك في فعل ما تشاء. وإذا استطعت أن تجعل الناس يجارونك في "هذا الجنون أو الطفولية"، فستحررهم من القيود التى تلجمهم، وهو ما ساعدنا في الفيلم".

وقد تم تصوير الفليم قبل ثورة 25 يناير. وهناك مشهد يقول فيه أحد الأقباط إن الحياة في مصر أصبحت صعبة من الناحية الإقتصادية والإجتماعية. لكن المخرج يقول: "لم أشعر أبدا أن المصريين سيقومون بثورة، رغم أن الإنتهاء من تصوير الفيلم كان قبل شهرين من الثورة. بل على العكس، كان السؤال الذى يدور في ذهني هو: ما هذه الدولة التى لا يثور شعبها على الصعوبات التى تواجهه؟ في الوقت الذى كنت شخصيا أغضب من كم الصور المعلقة لحسنى مبارك. ومن الأسباب التى دعتني إلى الإعتقاد بأن المصريين لن يثوروا أبدا هو ذلك الخوف الدائم من السلطات الذي كانوا يعيشون فيه. وحتى يومنا هذا لا أستطيع فهم كيف قامت الثورة في مصر. فالمصريون لديهم قدرة عجيبة على التأقلم مع الأوضاع. وفي قريتي، كان معظمهم أقربائي يخافون مما أصوره، وكان أحد أقربائي يذهب إلى قسم الشرطة كل ليلة ليقدم تقريرا مفصلا عما فعلناه وصورناه طوال اليوم، وما ننوى فعله في اليوم التالي، وإلا فالعاقبة ستكون وخيمة عليه".

مخرج مصري قبطي، عاش أغلب سنواته في باريس. فكيف يرى التوترات الطائفية في مصر؟ يقول: "لقد تركت مصر عام 1993، وعددت لها لأول مرة في عام 2007. لقد وجدت أن الخطاب عن الآخر أصبح مغايرا تماما، وأصبحت الكراهية هي المسيطرة بين المسلم والمسيحي، بعد أن كان الوضع السابق هو انفصال كل طرف عن الآخر. لقد تصاعد الخطاب الديني الذي لم يكن أبدا موجودا عندما تركت مصر. والغريب أن أحد أقربائي كان يحكي لي، أثناء تصوير الفيلم، قصصا غريبة عما يجري بين المسلمين والمسيحيين في مصر، وعندما سألته: هل جرى له ذلك أو رآه بعينه، كان يجيب بأن فلانا حكى له. والعجيب في الأمر أن بعض دور العبادة، في الجانبين، والتى يفترض أن تنشر ثقافة التسامح والمحبة، هي من تنشر هذا الخطاب القائم على الكراهية.

وهذا لا يعني أنني أنفي وجود مشاكل بين الطرفين، ولا أنفي واقع الأغلبية والأقلية، ولكن هذه المشاكل نتجت عن قصور في التربية والتعليم والثقافة. ولكن ما يحدث الآن تعدى هذه المشاكل. والتطرف موجود في الجانبين، وعلينا ألا نعطيهم الشرعية أو الفرصة للتحدث بألسنتنا. ولذلك حرصت على عرض هذا الفيلم في مصر، وكان أملي أن يعجبوا بالفيلم، ويدافعوا عنه، ولكنى صدمت بآراء غريبة، منها شخص أعجب بالفيلم تمام الإعجاب، وطالبنى بعرضه في كل كنائس مصر، ولكنه كان رافضا تماما أن يراه المسلمون، بسبب أنني لا أؤمن بقصص ظهور السيدة العذراء. هذا الخطاب المبنى على الكراهية أصبح يمنعنا من مناقشة خلافاتنا، حتى داخل الطائفة الواحدة، في العلن، بحجة أن الآخر سيسخر منا".

وبعد عرض الفيلم "الغريب" في مصر، كيف كانت ردود أفعال المشاهدين؟ يقول نمير عبد المسيح: قبل عرض الفيلم في مصر، كان لدي اعتقاد أن من سيهاجمني هم المسلمون، ولكني لم أواجه بأي نقد أو إساءة من مسلم، بل على العكس رحبوا به جدا. أما عن الجانب القبطي، فهناك من رأى أنه فيلم يبرز صورة إيجابية عن القبطي. وهناك من انتقد الفيلم دون أن يراه، كما فعل أحد الأقباط على إحدى القنوات القبطية، معلنا أنه لم يشاهد الفيلم لأنه يسيء للمسيحية.

وما أدهشنى حقا أنه عندما قمت بعرض الفيلم في قريتى بأسيوط منذ بضعة أيام، لم يجد الأقباط هناك أي غضاضة من الفيلم، فيما كان الحال مخالفا مع أقباط القاهرة، الذين يفترض أن يكونوا أكثر ثقافة وتفتحا، حيث لم يعجب الكثيرون منهم بالفيلم.

وفي الفيلم، يحاول المخرج العثور على فتاة مسلمة لتقوم بتجسيد دور السيدة العذراء في مشهد الظهور.. هل كان هذا ضروريا؟  يوضح المخرج: السبب كان رغبتى في الخروج من هذا الإطار الطائفي الذى ندور فيه. فالهدف من الفيلم كان التأكيد على أن أهل القرية، مسلمين ومسيحيين، متشابهون في الكثير. وأعنقد أن محاولتي إيجاد فتاة مسلمة لهذا الدور أنتجت مشهدا يؤكد ذلك، حينما وجدنا أن الأسر المسيحية والمسلمة في القرية قد رفضت تصوير بناتهن، حتى لا تختلط الفتاة بالشبان قبل الزواج. وهو سبب بعيد كل البعد عن المعتقد الديني، بقدر ما يمس الثقافة المصرية.

Virgin_Copts_still_2ومن أطرف المواقف التى حدثت لي رفض أحد القساوسة قيامي بالتصوير في الكنيسة، بعدما جعلت أحد أقاربي يقوم بدور قسيس، معللا ذلك بأنني أسيء للكنيسة، إلا أنني اكتشفت أن رفضه كان نابعا من غيرة حميدة، حيث كان يرغب في القيام بالدور للمشاركة في هذا العمل.

ولكن كيف تم تصوير الفيلم في إحدى قرى أسيوط، كمنطقة ملتهبة من ناحية التوترات الطائفية؟ كيف فعل ذلك؟ يوضح أنه قد عمل بصورة تلقائية وببراءة الأطفال، و"لم أفكر فيما قد يثيره ما أعمله من مشكلات. وأعتقد أنه يجب على المخرج أن يتوقف، في عمله، عن الخوف من المشاكل التى قد تحدث. فعليه العمل وانتظار النتائج. بالإضافة إلى أنه عندما تعمل ببراءة الأطفال، فإن كثيرا من المواقف تحل تلقائيا. فضلا عن أن الفيلم دار في إطار عائلي، مما سهل الكثير من الأمور".

كيف كان رد فعل أهل القرية عندما شاهدوا أنفسهم في الفيلم؟ الغريب أنهم لم يلتفتوا إلى الفيلم كعمل، ولم يهتموا حتى بتكوين رأي فيه، بل كان اهتمامهم منصبا على رؤية أدوارهم وقريتهم، حتى أن أحدهم قال لي إن السينما تفعل أشياء غريبة، حيث أظهرت القرية كأنها أجمل بقاع الأرض، في حين أنها ليست بهذا الجمال في الحقيقة.

والطريف أن التعليق الوحيد الذى قالوه عن الفيلم كان أنهم يعتقدون أنني جعلتهم يشاهدون كواليس الفيلم، وليس الفيلم الأصلى. المهم هنا أن العرض الأول كان بمثابة مرآة لهم. فمن المدهش أن أهل القرية- رغم أن الفيلم تم تصويره من سنتين فقط- لم يتعرفوا على أنفسهم لأول وهلة عند مشاهدة الفيلم.

لكن الفيلم يوحي بأن والدة المخرج تخجل من عمل عائلتها في الزراعة.. فهل ثقافة المصرى تجعله يخجل من عمل عائلته حتى ولو كان عملا شريفا؟ يرى نمير أن أصل المصري هو الفلاح. ولكن الغالبية العظمى من المصريين- الذين حصلوا على درجة عالية من التعليم، ويقطنون الأحياء الراقية- يحاولون بشتى الطرق نفي صفة الفلاح عن أصلهم، وبالأخص عندما يكونون من أصل فقير. وهو ما ولد في مصر نوعا من التمييز ضد الفقراء. بل إن أحد القساوسة قال لي إنه من العار إظهار فقراء مسيحيين، لأنه سيعطى صورة سيئة عن القبطي بشكل عام. وهو قول يتناقض مع ما جاء في تعاليم الإنجيل.

فإذا خرجت لتصور الشارع المصري، وتصادف وجود قمامة، تجد الكثيرين يمنعونك من التصوير، اعتقادا منهم بأنك هنا لتصور القمامة، وتسيء لصورة مصر.. ولكن ماذا يفعلون هم أنفسهم لإزالة القمامة، أو منع إلقائها وبعثرتها في الشارع؟ فالمصري لا يهتم بفقره، أو بالظلم الذى يصيبه، ولكنه يرفض أن يتم تصوير هذا...!

Publicité
Commentaires
وجهات نظر
Publicité
وجهات نظر
Derniers commentaires
Archives
Visiteurs
Depuis la création 21 722
Publicité