Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
وجهات نظر
13 octobre 2012

مو يان يثير الجدل فى الأوساط الثقافية بعد حصوله على نوبل الأدب لعام 2012

Mo_Yan_2جاء إعلان فوز الأديب الصينى "مو يان" بجائزة نوبل للأدب لعام 2012 صادما للأوساط الثقافية فى العالم، إلا أنه جاء على هوى بكين.

فمو يان، البالغ من العمر 57 عاما، ينتمى للطبقة العسكرية الصينية ومعروف بقربه من النظام الحاكم فى الصين الذى يقهر حرية التعبير والرأي، مما حدا بالبعض إلى القول بأن الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم ارتكبت خطأ كبيرا فى منحه الجائزة.

ولا يخفى مو يان "احترامه" للنظام الذى سمح له بالدخول إلى الجيش والترقي بين صفوفه على الرغم من انتمائه لأسرة من المزارعين الأميين.

وحيت صحيفة "الشعب"، الناطقة بلسان الحزب الشيوعى الصينى حصوله على نوبل، فى حين علق أحد القراء، على موقع الجريدة على شبكة الإنترنت، بقوله إن مو يان يعد "أول صينى يحصل على هذه الجائزة الرفيعة".

ويبدو أن الصينيين الموالين للحزب الشيوعى لا يعترفون بأن معارضي النظام الحاكم صينيين، فمو يان ليس أول صينى يحصل على نوبل.

ففى عام 2000، حصل الأديب الصينى المعارض للنظام والذى حمل الجنسية الفرنسية جاو زينججيان على الجائزة، فيما فاز المثقف الصينى ليو كزيابو، الصادر بحقه حكما بالسجن 11 عاما بسبب مطالبته بتحقيق الديمقراطية فى الصين، على جائزة نوبل للسلام فى عام 2010.

ومو يان "غير محبوب" على الوسط الثقافي الصينى المعارض، فالكثير من المثقفين الصينيين، وعلى رأسهم الكاتب الصينى الكبير ما جيان، يأخذون عليه عدم تضامنه مع غيره من الكتاب الذين يواجهون قمعا من السلطة الصينية.

وحتى قبل أن يمنح مو يان الجائزة، كانت هناك اعتراضات صينية على ترشيحه، حيث قال المحامى الصينى تنج بياو، قبل ساعات من الإعلان عن الفائز، إن مو يان "يردد نفس لحن النظام غير الديمقراطى الحاكم"، معتبرا أنه لن يكون من المناسب منحه الجائزة. 

وعلى الرغم من تصريحات مو يان، بعد حصوله على نوبل،  التى دعا فيها للافراج عن ليو كزيابو، إلا أن الممثل الصينى المنشق اى ويوى نبه إلى أن مو يان كان صرح فى السابق بأنه ليس لديه ما يقوله عن قضية ليو كزيابو، معتبرا أن اللجنة المنظمة انفصلت عن الواقع وارتكبت خطأ فاحشا عندما منحت الجائزة لكاتب يحمل "لمسة النظام".

وبصفة عامة، أثار حصول مو يان على نوبل الأدب جدلا واسعا فى الشارع الصينى، وظهر ذلك جليا على موقع "تويتر" الإجتماعى الذى شهد أكثر من ثلاثة ملايين تغريدة خلال أقل من ساعتين بعد إعلان النتيجة، فالبعض رأى أن هذه الجائزة "تشريف" للغة الصينية ولكل الصينيين، فيما أوضح البعض الآخر أن السلطات الصينية حجبت موقع "الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم" على شبكة الإنترنت فى الصين عندما حصل  ليو كزيابو على جائزة نوبل للسلام عام 2010.Mo_Yan_1

ولكن لا يبدو الأمر بهذه البساطة فى الإعلام الفرنسي، حيث يرى الصحفي الفرنسي بيير هاسكى، أحد مؤسسي موقع "شارع 89" الفرنسي الإخباري، أن مو يان يتسم بالتحرر فى فكره وفى كتاباته، مشيرا إلى أن بعض كتبه، ومنها "نهود جميلة، مؤخرات جميلة"، كانت قد منعت من النشر.

من جهتها، أشارت مجلة "لكسبريس" الفرنسية إلى أن مو يان أثار فى كتاباته قضايا حساسة فى الصين، حيث ناقش سياسة الطفل الواحد فى روايته "ضفدع"، وتناول قضية الغزو اليابانى للصين عام 1939، وهى نقطة مؤلمة فى تاريخ الصينيين، فى روايته "عشيرة الذرة"، فيما انتقد فى روايته "بلد الخمور" مسئولى الحزب الشيوعى الصيني بصورة ساخرة.

وقالت سابين ديلانجلاد، فى افتتاحية مجلة "لى زيكو" الفرنسية، إن شقاء مو يان فى طفولته لا يجعله "صديقا" للنظام الصيني، إلا أنه لا يجب إغفال أن التحاقه بوظيفة فى الجيش الصيني وضمان دخل ثابت،  ساعده على كتابة مؤلفاته.

وعبرت ديلانجلاد عن اعتقادها بأن المرارة التى يشعر بها المثقفون الصينيون المعارضون للنظام تجاه مو يان ما هى إلا أسف على عدم تعبير الأديب الصينى الأشهر فى العالم عن تضامنه معهم فى دفاعهم عن حرية الرأى والتعبير، مشيرة إلى أنه اتخذ اسما أدبيا هو "الذى لا يتكلم".

من جانبه، قال شين روز، الصحفى بقناة "فرانس 24"، إنه على الرغم من ارتباط مو يان بالحزب الشيوعى الصيني ورغم عمله العسكري، إلا أنه يظل كاتبا حرا فى آرائه.

ويدافع مو يان عن الاتهامات الموجهة له بالقول "إنه لا يعتقد أبدا أن علاقته الوطيدة مع الحزب الشيوعي الصيني اسهمت فى حصوله على جائزة نوبل"، مؤكدا أنه حصل على الجائزة لاعتبارات أدبية وليست سياسية.

وأوضح مو يان، الذى تأثر بكتابات وليام فولكنر وجابرييل جارسيا ماركيز، أن المدقق فى كتاباته سيجد أنه منذ بدأ فى عالم الأدب فى بدايات ثمانينيات القرن الماضي، كان يكتب كإنسان وليس كمدافع عن النظام الصيني، إلا أنه لا يجب أبدا نسيان أنه يكتب فى الصين، تلك الدولة التي يحكمها الحزب الشيوعي.

وأعرب مو يان عن اعتقاده بأن معظم منتقديه لم يقرأوا روايته، وإلا كانوا أحسوا بالضغوط التى واجهها عندالكتابة والأخطار التى تعرض لها بسبب هذه الروايات.

Publicité
Commentaires
وجهات نظر
Publicité
وجهات نظر
Derniers commentaires
Archives
Visiteurs
Depuis la création 21 694
Publicité