Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
وجهات نظر
9 juillet 2007

التنافس الإقليمى المغربى الجزائرى...إختبار لدبلوماسية الرئيس الفرنسى

تمثل الجولة المغاربية، التى يبدأها الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى غدا الثلاثاء بزيارة الجزائر، إختبارا دبلوماسيا دقيقا له فى ظل التنافس الإقليمى بين المغرب والجزائر.

فلقد أدرك الرئيس الفرنسى، الذى يقوم بأول رحلة له خارج أوروبا منذ توليه مقاليد الحكم فى مايو الماضى، مدى حساسية مهمته حين أعلن المغرب فجأة الأسبوع الماضى إلغاء زيارة ساركوزى للرباط، فى إطار الجولة التى تشمل أيضا تونس، متعللا بجدول الأعمال المشحون للعاهل المغربى، الملك محمد السادس، وصرح المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية أن زيارة الرباط ألغيت فى اللحظة الأخيرة بطلب من السلطات المغربية لأسباب لم تحددها ذات صلة "بجدول المواعيد"، مشيرا إلى أن ساركوزى سيقوم بزيارة المغرب خلال النصف الثانى من شهر أكتوبر القادم.

إلا أن مراقبون يرون أن سبب التأجيل هو قصر مدة الزيارة، التى كان متوقعا أن تكون يومين، وهى مدة غير كافية من وجهة نظر الرباط لمناقشة العديد من القضايا ذات الإهتمام المشترك.

وقال دبلوماسيون إن المغرب، الذى يعتبر أقوى حلفاء فرنسا فى شمال افريقيا، استاء من بدء ساركوزى جولته التى تهدف إلى توطيد علاقات فرنسا بدول الشمال الإفريقى وهى منطقة تمثل أهمية بالغة لأمن أوروبا فى مجال الطاقة، بزيارة الجزائر المنافس الإقليمى وصاحبة الثقل المتزايد فى مجال الطاقة وخاصة الغاز الطبيعى.

وأثار الموقف المغربى الدهشة فى أنحاء المنطقة، التى تعد ساحة للنفوذ التجارى الفرنسى منذ وقت طويل، فيما جرت العادة أن تكون الوجهة الأولى، لرؤساء فرنسا المنتخبين حديثا، خارج أوروبا.

واعتبر محللون سياسيون أن المغرب، الذى ارتبط زعماؤه بعلاقات شخصية وثيقة مع الرئيس الفرنسى السابق جاك شيراك وتمتعوا بدعمه فى نزاع الصحراء المغربية، إرتكب خطأ فادحا بإلغاء زيارة ساركوزى.

وقال قادر عبد الرحيم، الخبير فى شئون المغرب العربى بمعهد العلاقات الدولية والإستراتيجية بباريس إن الغاء زيارة رئيس منتخب حديثا يتمتع بشخصية قوية وشعبية كبيرة، سيكون له بعض الأثر الدبلوماسى لاحقا، مشيرا إلى أن الرباط ظنت انه بإمكانها جعل علاقتها مع باريس، تحت قيادة ساركوزى، بنفس القوة كما كانت علية فى عهد شيراك، إلا أن الأمر مختلف حيث أن جيلا آخر يتولى السلطة فى فرنسا.

واوضح عبد الرحيم أن ساركوزى ليس مدينا بشىء لأى من المغاربة أو الجزائريين، مشيرا إلى أنه من منظور المصالح الفرنسية يرى ساركوزى أن المهم، على المدى المتوسط هو الجزائر.

ويريد ساركوزى تغيير أسلوب سياسة فرنسا فى افريقيا، وهى السياسة التى وصفها بأنها كانت تقوم، فى عهد شيراك على شبكة متآلفة من العلاقات الشخصية.

ومن المتوقع أن يقوم ساركوزى خلال جولته بشرح خطته، التى لا تزال تتسم بالغموض، لإقامة اتحاد متوسطى كشراكة رسمية بين دول حوض البحر المتوسط تضم دول جنوب اوروبا وجيرانها فى شمال افريقيا.

وتعتبر تونس والمغرب، اللتان كانتا تخضعان للحماية الفرنسية، من المقاصد الرئيسية للاستثمارات الفرنسية، فيما تعتبر الجزائر، التى كانت مستعمرة فرنسية لنحو 130 عاما، الشريك التجارى الأول لفرنسا فى افريقيا.

وفى الجزائر، التى يعتزم ساركوزى زيارتها مرة أخرى فى الخريف القادم، ستركز المباحثات الفرنسية الجزائرية على العلاقات التجارية و التعاون بين شركتى "جاز دو فرانس" (غاز فرنسا) الفرنسية وشركة الطاقة الجزائرية "سوناطراك"، بالإضافة إلى إقامة محطات نووية للاغراض السلمية.

وكانت العلاقات بين باريس والجزائر قد اتسمت بالتوتر فى عهد شيراك، مما أدى إلى عدم توقيع "معاهدة الصداقة" بين البلدين، فيما يرى ساركوزى أن الصداقة بين البلدين لا تحتاج إلى معاهدة وإنما تجاوز الماضى وآلامه وما انطوى عليه من مهانة للجانبين.

ودعا ساركوزى لبدء علاقات قوية وشراكة "استثنائية " لا مكان فيها لإعلان "الندم"، الذى يمثل، على حد تعبيره، "كراهية للذات".

كما ستتطرق المحادثات إلى ملف الصحراء المغربية، السبب الرئيسى للخلاف بين المغرب والجزائر، وهو الملف الذى قدمت فيه فرنسا، تحت قيادة شيراك، دعما هادئا لكن حازما لاقتراح المغرب بمنح الحكم الذاتى للاقليم، الذى يقطنه 260 الف نسمة، تحت سيادة مغربية.

هذا الدعم اثار حفيظة جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادى الذهب "البوليساريو"، التى تساندها الجزائر والتى تطالب باستقلال الصحراء المغربية عن الرباط، وهو ما دفع أمين عام الجبهة، محمد عبد العزيز، إلى إنتقاد فرنسا فى ابريل الماضى لما اسماه "الموقف الداعم للمغرب" فى نزاع الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن " فرنسا تتهرب من العدالة الدولية وتقدم دعما غير محدود للمغامرة الإستعمارية المغربية فى الصحراء المغربية".

إلا أنه بعد انتخاب ساركوزى رئيسا لفرنسا فى مايو الماضى، أعرب أمين عام البوليساريو عن أمله فى أن تتحلى فرنسا "بحياد أكبر" فى مسألة الصحراء المغربية تحت حكم ساركوزى وأن يتميز موقف باريس "بروح بناءة" أكبر مما كان عليه الوضع فى عهد شيراك.

ويرى المحللون السياسيون أن محادثات ساركوزى الاقتصادية فى الجزائر لن تحقق نجاحا كبيرا، ما لم يظهر استعداده لتغيير السياسة الفرنسية بالنسبة لملف الصحراء المغربية، الذى يقف ايضا حجر عثرة أمام تنامى التبادل التجارى بين دول المغرب العربى، حيث أن الحدود البرية بين المغرب والجزائر مغلقة منذ عام 1994.

وفى هذا الإطار يقول رئيس الوزراء الجزائرى الأسبق، رضا مالك، أن الحكم على ساركوزى فى الجزائر سيكون على أساس موقفه من ملف الصحراء المغربية.

واشار مالك إلى أن ساركوزى، خلال جولته فى شمال افريقيا، سيدرك مدى تعقد الأمور وشدة الحساسيات بين المغرب والجزائر.

ومن هذا المنطلق، فإن جولة ساركوزى فى شمال افريقيا ستحدد بشكل كبير مستقبل علاقات فرنسا مع كل من المغرب والجزائر من جهة وكذلك العلاقات بين الجزائر والمغرب من جهة أخرى فى ظل قيام جبهة البوليساريو، فى منتصف يونيو الماضى، بإبداء استعدادها لقبول المقترح المغربى بشأن الحكم الذاتى للصحراء فى إطار استفتاء حر وديمقراطى تحت إشراف الأمم المتحدة والأجواء الإيجابية التى جرت فيها المحادثات التى استضافتها نيويورك بين الرباط و الجبهة

Publicité
Commentaires
وجهات نظر
Publicité
وجهات نظر
Derniers commentaires
Archives
Visiteurs
Depuis la création 21 694
Publicité