إحتجاب شيراك يوحد اليمين الفرنسى

أثار إعلان الرئيس الفرنسى، جاك شيراك، عدم الترشح لإنتخابات الرئاسة الفرنسية العديد من ردود الأفعال المتباينة، فى داخل فرنسا وخارجها، لما لشيراك من ثقل سياسى كبير، بالإضافة إلى تأثير الإعلان فى حد ذاته على الحملة الإنتخابية، خاصة بالنسبة لمعسكر اليمين، الذى ينتمى إليه.
ففى باريس، أدى إحجام شيراك عن الترشح للرئاسة إلى توحيد صفوف اليمين وهو أمر كان من المستحيل حدوثه فى حال ترشح شيراك لوجود مرشح آخر لليمين وهو نيكولا ساركوزى .. فقد أعلن رئيس الوزراء الفرنسى، دومينيك دو فيليبان، والوزير الفرنسى لشئون ما وراء البحار، فرنسوا باروان، المعروف عنهما التأييد المطلق لشيراك، مساندتهما لساركوزى فى حملته الإنتخابية.
ونقل راديو "أوروبا 1" عن دو فيليبان -الذى طالما حلم بخلافة شيراك فى قصر الإليزيه- قوله إنه سيقف من الآن بجانب ساركوزى فى المعركة الإنتخابية و"فى الدفاع عن مبادىء أسرة اليمين الفرنسى" .
ويأتى هذا التصريح بعد شهور من المواقف الإنتقادية بين دو فيليبان وساركوزى والعلاقات الشخصية السيئة بينهما على خلفية أزمة عقد العمل المؤقت، الذى وضعته الحكومة و كان يبيح لصاحب العمل الإستغناء عن الشاب العامل لديه خلال عامين دون ابداء اسباب، وقضية "كليرستريم"، التى اتهم فيها ساركوزى، مع أخرين، بالحصول على رشاوى من خلال حسابات مصرفية فى الخارج لتمرير صفقة بيع فرقاطات فرنسية إلى تايوان فى عام 1991.
وأشارت قناة "فرنسا 24" الإخبارية إلى قول فرنسوا باروان إنه ملتزم بمساندة ساركوزى فى معركته للوصول إلى الإليزيه
من جانبه، عبر ساركوزى عن إمتنانه الشديد لمساندة دو فيليبان، معترفا بأن هذا الأخير كان يمكن أن يتمسك بطموحاته فى الرئاسة ويمثل له منافسة شديدة .. إلا أن العقبة الوحيدة فى معسكر اليمين أمام ساركوزى، حسبما يرى المحلل السياسى الفرنسى، دومينيك ريينيه، تبقى فى عدم إعلان شيراك عن الشخص الذى يفضله لخلافته حتى الان.
ويقول ريينيه إن شيراك، فى خطابه، أراد أن يظهر بصورة رئيس كل الفرنسيين وسيكون قد إرتكب خطأ فادحا إذا أعلن تأييده لشخص محدد فى هذا الخطاب، فيما إعتبر محللون آخرون أن شيراك أراد الإحتفاظ بورقة من أوراق اللعبة الإنتخابية فى جعبته، حتى بعد إعلانه عن عدم ترشيحه للرئاسة.
ويرى مراقبون أن شيراك قد عبر ضمنيا فى الآونة الأخيرة عن عدم مساندته لساركوزى عندما دعا إلى إنشاء وزارة لشئون الهجرة والمواطنة، فى إنتقاد غير مباشر إلى إستراتيجية ساركوزى بالنسبة للمهاجرين والقريبة من سياسات لليمين المتطرف، و هو ما دعا ساركوزى إلى التظاهر بعدم تأثير مساندة شيراك للمرشحين على حظوظهم، مصرحا لراديو "فرانس أنتر" أن فرنسا جمهورية وليست "إرثا"، مضيفا أن الرئيس الفرنسى لا يختار خلفائه .