Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
وجهات نظر
3 mai 2002

الفرنسيون المقيمون فى مصر لا يريدون زلزال سياسى آخر

images2قبل إنتصاف ليلة الأحد 22 ابريل، حدث فى فرنسا زلزال عنيف هز الحياة السياسية والديمقراطية فى البلاد حيث نجح زعيم الجبهة الوطنية، التى تمثل اليمين المتطرف، جان-مارى لوبن فى الجولة الأولى لإنتخابات الرئاسة الفرنسية، فيما شبهه المراقبون بأنه الحادى عشر من سبتمبر الفرنسى

ويمر الفرنسيون حاليا بكابوس..فعليهم أن يفكروا جيدا قبل أن يأتى الأحد القادم الذى يمثل يوم القرار الذى من خلاله سيغلقون الطريق أمام المد اليمينى المتطرف أو يواصلون "عدم إكتراثهم الإنتخابى"

images3لذا يجب تحليل ما حدث..كيف ؟ لماذا ؟ خاصة وأن هذا الزلزال سوف يكون له آثار عميقة ليس على فرنسا وحدها ولكن على اوروبا والعالم أيضا

فى البداية، يجب أن ننحى جانبا كرة أن قضية الشرق الأوسط كان لها أثر كبير على توجهات الناخب الفرنسى وذبك لسببين : الأول هو أن الناخب فى الديمقراطيات الغربية يكرس إهتمامه على القضايا الداخلية مثل البطالة والأمن والضرائب، أما السبب الثانى فيكمن فى وجود إستثناءات فى منطقية التصويت، حيث نجد أن بعض الفرنسيين ذوى الأصول العربية أو الذين يدينون باليهودية قد صوتوا لصالح لوبن المعروف عنه العنصرية والعداء للسامية

إلا أنه على الرغم من ذلك، فإنه لا يجب القول إن القضايا الخارجية لا تلعب دورا على الإطلاق فى التصويت، ولكن دورها ثانوى بمعنى أنه إذا تساوى المرشحون قيما يخص القضايا الداخلية فإن التوجه الخارجى والسياسة الخارجية للمرشح تلعب دورا فى ترجيح كفته

نقطة أخرى جديرة بالإهتمام الا وهى التغيير فى أنظمة الحكم فى العالم : ففى عام 1994 سقطت الرموز السياسية التى حكمت العديد من الدول منذ الحرب العالمية الثانية كما حدث فى الهند واليابان وايطاليا، بينما فى عام 1997، استطاع اليسار أن يكتسح الإنتخابات ووصل إلى الحكم فى فرنسا وبريطانيا والمانيا

ولكن فى عام 2000، بدأ المد اليمينى المتطرف فى الظهور بقوة عندما استطاع الوصول إلى مقاليد الحكم فى النمسا ومنها إلى ايطاليا والدنمارك وهولندا ويهدد الآن فرنسا...فها يمكن أن نطلق على ذلك وصف "الموضة السياسية"؟

وتجيب باربرا تروتينايير، طالبة فرنسية تدرس العربية بالقاهرة، على ذلك بقولها "إنه لا يمكن تعميم هذه الظواهر خاصة وأن الفترات التى فصلت بين الظاهرة والأخرى كانت قصيرة، كما أن التيارات الثلاثة مختلفة تماما"، إلا أنها بررت صعود اليمين المتطرف بمفهوم "الخوف من الآخر"، وهو ما يؤكده فيكتور ديكسميه، مسئول قسم الإعلام الفرنسى بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، بقوله إن هذا الصعود يؤكد أن بعض الاوروبيين يرفضون النموذج المطروح من الإتحاد الأوروبى والذى يطالب بتجاوز القومية إلى القارية

images5كما يمكن تفسير صعود اليمين المتطرف بعدم وجود ايديولوجيات قوية، وخير دليل على ذلك هو أنه فى فرنسا ذاتها يغير الناخب توجهاته من اليمين إلى اليسار بسرعة وسهولة، وهو ما يعنى عدم وجود منطق عميق بالنسبة لعملية الإنتخاب

من جانبها، ترى سونيا حاسنى، متدربة فى المركز الفرنسى للثقافة والتعاون، أن صعود اليمين المتطرف يعود إلى رغبة البعض فى العودة إلى القومية...بينما تصف جايل ريفيير، طالبة بأحد كليات العلوم السياسية فى فرنسا، صعود اليمين المتطرف بأنه بداية لمرحلة سياسية جديدة

والسؤال الآن هو لماذا شعر الفرنسيون بالصدمة من نتيجة الإنتخابات فى الوقت الذى نشرت فيه جريدة "لوموند" الفرنسية، قبل يومين من نتخابات الجولة الأولى، مقالا اكدت فيه أنه بالنظر لى نتائج إستطلاعات الرأى فإنه ليس من المستبعد أن تكون الجولة الثانية من الإنتخابات بين شيراك ولوبن وليس بين شيراك وجوسبان ؟ يقول جايل كيديت، أحد الفرنسيين الذين يدرسون العربية بالقاهرة، إنه فوجىء بفوز اليمين المتطرف بالرغم من أن إستطلاعات الرأى اعطت إنذارا بإمكانية حدوث ذلك، مشيرا إلى أن أحدا لم يعتقد فى إمكانية اليمين المتطرف فى تحقيق هذا الفوز

من جانبها، تعتقد باربرا تروتينايير أن صعود اليمين المتطرف نتج عن الإحباط الذى شعر به الناخبون من التيار المعتدل لعدم إستطاعته حل القضايا المطروحة، لذا اتجه الفرنسيون إلى المتطرفين، فى الوقت الذى ترى فيه سونيا حاسنى أن السبب فى صعود اليمين المتطرف يكمن فى إعتقاد الفرنسيين بأن الجبهة الوطنية انتهت فى عام 1998 بعد أن تركها العديد من قادتهاimages4

ويرى فيكتور ديكسميه أن إستطلاعات الرأى سلطت الضوء على إمكانية فوز لوبن فى الجولة الأولى، حيث أنه حصل فى إستطلاعات الرأى على 14% من الأصوات مع الأخذ فى الإعتبار أن التصويت لليمين المتطرف يظل مخذيا ولذلك فإن العديد من الفرنسيين لا يعلنون أنهم سوف ينتخبون لوبن

ولكن لماذا استطاع لوبن الوصول إلى الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية الفرنسية على الرغم من أن برنامجه الإنتخابى لم يتغير طوال عشرين عاما ؟ يرجع ذلك لعدة أسباب يأتى على رأسها قيام المرشحين بالتحدث عن مشكلات الأمن والبطالة وهى الموضوعات المفضلة لدى لوبن، ومن ثم فقد لعب هؤلاء المرشحون على ملعبه وهو ما يمكن أن يطلق عليه إصطلاح "لوبانية التفكير"، مما دفع الناخبون إلى إختيار الأصل وليس الصورة

هذا بالإضافة إلى أن لوبن نظم حملة إعلامية ممتازة إستطاع خلالها الظهور بمظهر الضحية حيث اوضح أن أحزاب السلطة تريد إبعاده

ومن الأسباب التى عززت من فرص لوبن كان إمتناع ما يقرب من 30% من الناخبين الفرنسيين عن الإدلاء بأصواتهم، وهو ما أدى إلى تعاظم نسبة الذين ادلوا بأصواتهم لمصلحة لوبن

imagesوالسؤال الذى يطرح نفسه حاليا : هل يستطيع لوبن الوصول إلى قصر الرئاسة فى فرنسا ؟ كل المؤشرات تدل على أنه من الصعب، بل من المستحيل، أن يفوز لوبن بإنتخابات الرئاسة، فبمجرد إعلان نتائج المرحلة الأولى، خرج الفرنسيون إلى الشوارع متظاهرين ضد فوز لوبن وهو ما يعنى أن من امتنع عن التصويت فى الجولة الأولى سوف يشارك فى الجولة الثانية، ويرجع ذلك للشعور بفداحة الجرم الذى ارتكب

هذا بالإضافة إلى أن اليسار اعلن أنه سوف يصوت لصالح شيراك فى الجولة الثانية، أى أن التصويت فى الجولة المرتقبة بعد غد سيكون كرها فى لوبن وليس حبا فى شيراك

ولكن ماذا سيكون مصير فرنسا فى حالة فوز لوبن ؟ تقول باربرا تروتينايير، التى تنحدر اصولها من جزيرة "لا ريونيون"، وسونيا حاسنى، التونسية الأصل، إنهما لن تصبحا فرنسيتين وفقا للمعايير التى يرغب لوبن فى تطبيقها فى حالة وصوله إلى الاليزيه

من جانبهما، يؤكد جايل كيديت وفيكتور ديكسميه أن العديد من الفرنسيين لن يضعوا اقدامهم فى بلد يحكمه عنصرى بعد أن كانت معروفة بأنها أرض حقوق الإنسان...بينما تذهب جايل ريفيير لأبعد من ذلك بقولها "إنه فى حالة فوز لوبن يتعين على الفرنسيين إحراق جوازات سفرهم". ولكن من المؤكد أنه سوف يكون هناك تحرك قوى قد يصل إلى حد الثورة أو الحرب الأهلية فى حالة ما إذا فاز لوبن

Publicité
Commentaires
وجهات نظر
Publicité
وجهات نظر
Derniers commentaires
Archives
Visiteurs
Depuis la création 21 621
Publicité